。 العلم 。
معنى الصفه :
العلم هو الإدراك، ويتم ذلك بالاكتساب، فهو لا يولد مع الإنسان وإنما يكتسبه من خلال الإدراك، فإدراك الشيء هو الإحاطة بكل ما يخصّ هذا الشيء، فظهرت علوم عديدة منها علم الرياضيات، وعلم العلوم مثل الفيزياء، والكيمياء، والأحياء، وعلم الجغرافيا، والفلك، والبحار، والنباتات، وغيرها من العلوم الأخرى التي لا تعد ولا تحصى، والشخص الذي يختص بعلم ما ويبرع به في كافة مجالاته هو عالِم.
اثر الصفه على نبي الله سليمان:
قال الله تعالى:{وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}سورة ص.
صفة العلم لسليمان أن الله وهبه علم شامل للإنس والجن والحيوانات وحتى الطير .
وآتاه الله العلم والحكمة وعلمه منطق الطير والحيوانات وسخر له الرياح والجن، وكان له قصة مع الهدهد حيث أخبره أن هناك مملكة باليمن يعبد أهلها الشمس من دون الله فبعث سليمان إلى ملكة سبأ يطلب منها الإيمان ولكنها أرسلت له الهدايا فطلب من الجن أن يأتوا بعرشها فلما جاءت ووجدت عرشها آمنت بالله وظهرت معجزات سليمان مباشرة.. يقول الله سبحانه وتعالى على لسانه:
وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)وسخر الله لسليمان –عليه السلام- أمرا آخر..
قال تعالى:
فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ
فكانت الريح تجري بأمر سليمان. لذلك كان يستخدمها سليمان في الحرب. فكان لديه بساطا خشبيا ضخم جدا، وكان يأمر الجيش بأن يركب على هذا الخشب، ويأمر الريح بأن ترفع البساط وتنقلهم للمكان المطلوب. فكان يصل في سرعة خارقة.
ومن نعم الله عليه، إسالة النحاس له. قال تعالى:
وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ
والقطر هو النحاس المذاب.. مثلما أنعم على والده داود بأن ألان له الحديد وعلمه كيف يصهره.. وقد استفاد سليمان من النحاس المذاب فائدة عظيمة في الحرب والسلم.
نختم هذه النعم بجيش سليمان عليه السلام. كان جيشه مكون من: البشر، والجن، والطيور. فكان يعرف لغتها. قال تعالى على لسانه:
عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ
.
وعِلم منطق الطير أوتيه سليمان من طريق الوحي بأن أطلعه الله على ما في تقاطيع وتخاليف صفير الطيور أو نعيقها من دلالة على ما في إدراكها وإرادتها . وفائدة هذا العلم أن الله جعله سبيلاً له يهتدي به إلى تعرف أحوال عالمية يسبق الطير إلى إدراكها بما أودع فيه من القُوى الكثيرة ، وللطير دلالة في تخاطب أجناسها واستدعاء أصنافها والإنباء بما حولها ما فيه عون على تدبير ملكه وسياسة أمته ، مثل استخدام نوع الهدهد في إبلاغ الأخبار وردها ونحو ذلك .
فالله تعالى اطلع سليمان بوحي على مختلف التقاطيع الصوتية التي في صفير الطير وأعلمه بأحوال نفوس الطير عندما تصفر بتلك التقاطيع ، وقد كان الناس في حيرة
والاقتصار على منطق الطير إيجاز لأنه إذا عَلِم منطق الطير وهي أبعد الحيوان عن الركون إلى الإنسان وأسرعها نفوراً منه ، علم أن منطق ما هو أكثر اختلاطاً بالإنسان حاصل له بالأحرى كما يدل عليه قوله تعالى فيما يأتي قريباً : { فتبسّم ضَاحكاً من قولها } [ النمل : 19 ] ،
فتدل هذه الآية على أنه علِّم منطق كل صنف من أصناف الحيوان
عِلْمِ للغة النملِ أنه سمع نملة في وادي النمل تحذر قومها من أن يَحْطِمَهم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون.. لأن الإنسان لن يهتم بمثل هذه الحشرات، ولكن الله ذكر هذا الموقف الذي يعتبر موقفاً لا قيمة له ـ بالنسبة للإنسان العادي فما بالنا بمن له مثل ملك سليمان عليه السلام
المراجع:
1- القرآن الكريم.
2- ( تفسير ابن كثير 4/45).
3- في ظلال القرآن من تفسير سورة النمل، وسورة ص وسورة سبأ.
والحمدالله رب العالمين .
الطالبه : بثينه حسين العبدلي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق